يمتد تاريخ مصلحة سك العملة منذ زمن طويل حيث كانت المصلحة تعتمد على غيرها من الدول فى سك عملاتها المعدنية حيث كان يتم ذلك فى دور السك العالمية بلندن وبومباى وبودابست وبريتوريا بجنوب أفريقيا.

ولما كان سك العملة يمثل مظهرا من مظاهر سيادة الدولة لذلك رأت الدولة تدعيما للاقتصاد الوطنى واستكمالا لمظاهر السيادة القومية فى كلا المجالين الصناعى والاقتصادى وللحد من النفقات الباهظة التى تعود من وراء السك الأجنبى

فكان من الضرورى انشاء دار لسك العملات المعدنية بمصر لسد وتلبية إحتياجات التداول المحلى أولا ثم إحتياجات الدول العربية الشقيقة والإفريقية.

وتنفيذا لهذا الاتجاه صدر المرسوم الملكى بالقانون رقم 178 لسنة 1950 بانشاء دار لسك النقود المصرية واستمرت عملية التنفيذ حتى واكب الافتتاح بداية ثورة يوليو المجيدة.

بدأ الأنتاج يظهر فى التداول مع منتصف 1954 واستمر هذا الانتاج لسد الاحتياجات المحلية للتداول.

ومع تزويد المصلحة بالمعدات الحديثة والآلات المتقدمة فى مجال السك نمت وتتطورت المصلحة سريعًا وبدأ نشاطها يمتد لسك عملات بعض الدول العربية كالمملكة العربية السعوديةوالجمهورية العربية السورية والجمهورية اليمنية بإعتبارها دار السك الوحيدة في الشرق الأوسط وكان ذلك فى الستينات.

ومضت المصلحة في تاريخها العريق وهي تشق الطريق بسواعد أبنائها من طاقات فنية متخصصة لتضارع دور السك العالمية التي تقوم بسك العملات التذكارية للمؤسسات التابعة لهيئة الأمم المتحدة كمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) ومنظمة الطفولة الدولية ( اليونيسيف)وكذلك منظمة العمل الدولية.

فقامت بسك العديد من العملات ذات النوعيات والفئات المختلفة لخدمة أهداف تلك المنظمات.

ولم يقتصر نشاط المصلحة عند هذا الحد بل أمتد واتسع نشاطهاحيث اتجهت لتخليد المناسبات الوطنية والأحداث التاريخية الهامة بإصدار عملات تذكارية بعضها متداول وبعضها غير متداول ومعدنها من(الذهب,الفضة،البرونز,النيكل).

واستمر ذلك العمل لمدة أربعين عام من العمل الدؤوب والإنتاج بأيدي أبنائها العاملين بها.

ولم يقتصر نشاط المصلحة عند هذا الحد بل يشمل مجالات أخري مرتبطة بصناعة العملة وهي (تشغيلات غير العملة كالميداليات ،والنياشين ،والأنواط ،والبدجات ،والعلامات المعدنية ،وعلامات الرتب ،وقطع الغيار ،والأختام)علي إختلاف أنواعها حتي أصبحت المصلحة موردًا للعديد من الجهات في هذا المجال.

وهكذا تمضي المصلحة علي طريق التقدم والرقي بخطي راسخة نحو التقدم والإزدهار.

وفقنا الله لخدمة الوطن ورفعة شأنه